كلمة عمان

جودة التعليم والابتكار يحققان التقدم والازدهار

14 مارس 2017
14 مارس 2017

عندما انطلقت مسيرة النهضة العمانية الحديثة ، بقيادة حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم - حفظه الله ورعاه - قبل سبعة و اربعين عاما ، كان التعليم ، بمفهومه الواسع ، في مقدمة اهتمامات جلالة السلطان المعظم ، من اجل الإسراع بإعداد كوادر عمانية قادرة على النهوض بأعباء عمليات التنمية في كل المجالات ، وعلى كافة المستويات ، واليوم ، وبعد انتشار مظلة التعليم لتغطي كل شبر من ارض الوطن ، وتوفر كل انواع المؤسسات التعليمية ، لمختلف المراحل ، من مرحلة ما قبل الالتحاق بالمدرسة ، وحتى مرحلة ما بعد التعليم الجامعي ، فإن مهمة ودور التعليم باتت تختلف الآن ، عما كانت عليه من قبل . فالتنمية الوطنية التي قطعت مراحل متتابعة من التطور في مختلف المجالات ، تحتاج اليوم الى مزيد من القوى العاملة الأكثر تعليما وتخصصا ، بما في ذلك الخبراء وذوو التخصصات الدقيقة في مختلف المجالات ، ومن القوى العاملة الماهرة والفنية ايضا ، والتي تزداد الحاجة اليها لدفع التقدم الصناعي والاقتصادي في البلاد .

وفي الوقت الذي تحرص فيه مؤسسات التعليم المختلفة ، وخاصة جامعة السلطان قابوس والجامعات الاهلية والكليات الجامعية ، على تطوير قدراتها ومراكز البحث التابعة لها ، والاستفادة من المكرمة السامية لتمويل الابحاث الاستراتيجية ، فإن وزارة التعليم العالي ، و مجلس البحث العلمي ، وواحة المعرفة مسقط ، لا يدخرون جهدا من اجل تشجيع عمليات التطوير والابتكار ، سواء على مستوى المؤسسات التعليمية ، او على مستوى الباحثين ، وهو ما بدأ يطرح نتائجه الإيجابية بشكل متزايد ، عبر تفوق باحثين ومبتكرين عمانيين في اكثر من مجال ، وتكريم بعضهم من جانب مؤسسات علمية إقليمية ودولية .

وفي هذا الإطار فإن ندوة « الابتكار المؤسسي والمجتمعي ، التي نظمها مجلس البحث العلمي ، بالتعاون مع المجلس الثقافي البريطاني ، وبرنامج الخليج العربي للعلوم والابتكار والاقتصاد المعرفي في المملكة المتحدة ، والتي اختتمت امس ( الثلاثاء) تتسم في الواقع بالكثير من الأهمية ، ليس فقط لأنها ركزت على أنظمة ومجالات الابتكار والصناعات الذكية والمدن المستقبلية ، والاستدامة في الابتكار، ولكن أيضا لأنها وفرت فرصة للفئات المعنية بالابتكار المؤسسي والمجتمعي ، من مسؤولين وأكاديميين وباحثين ، في السلطنة ودول مجلس التعاون لدول الخليج العربية والمملكة المتحدة للتفاعل وتبادل الآراء حول تطوير آليات وسياسات الابتكار في السلطنة ودول مجلس التعاون ، مع إلقاء الضوء على الاستراتيجية الوطنية للابتكار في السلطنة .

وبينما تشجع مثل هذه الندوات الباحثين والاكاديميين من الكوادر العمانية لبذل مزيد الجهد والعمل لتحقيق ابتكارات و أفكار تعود بالخير على التنمية الوطنية ، في مختلف المجالات ، وبما يحقق الاستفادة الأكبر من التقدم التقني ، ومن أبحاث الذكاء الاصطناعي والابتكار ، في جوانب ترتبط باحتياجات المجتمع ، فإن تطوير التعليم الأساسي والعام ، والتعليم الجامعي يصب في الواقع في تهيئة مناخ افضل لتحقيق مزيد من الابتكار وظهور كوادر متفوقة في العديد من المجالات ، وهو ما نعمل من اجله ونتطلع إليه اليوم وغدا ، في ظل العناية الكبيرة والمتواصلة بكل مؤسسات التعليم في مختلف المراحل .